العدو يجنّد ممرّضاً سابقاً في «الرسول الأعظم»: رحلة عمالة تبدأ بـ Like

العدو يجنّد ممرّضاً سابقاً في «الرسول الأعظم»: رحلة عمالة تبدأ بـ Like


Editor F.H
2024-09-03

منذ عملية «طوفان الأقصى»، في السابع من تشرين الأول الماضي، أوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية عدداً من المتعاملين مع العدو، من بينهم ممرّض زوّد مشغّليه الإسرائيليين بمعلومات أمنية وصورٍ وإحداثيات، قبل أن يتمكّن فرع المعلومات من توقيفه. قاضي التحقيق العسكري طلب للعميل عقوبة بالسجن بين 3 سنوات و15 سنة، وهي، كالعادة، عقوبة مخفّفة لمن يتعامل مع دولة عدو في زمن الحرب

لم يختلف أسلوب تجنيد الاستخبارات الإسرائيلية لمحمد ش. (مواليد 1995)، ابن بلدة الطيري الجنوبية، عن عمليات التجنيد التي ينشط فيها الموساد منذ سنوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كان محمد يتفاعل مع منشورات على «فايسبوك»، ويضع «لايكات» على إعلانات عن مطاعم وسيارات تَعِدُ بربح جوائز، عندما اصطاده المشغّل الإسرائيلي في ربيع 2023. وصلته رسالة بالعربية عبر تطبيق «ماسنجر» من شخص يُدعى «توم»، زعم أنه يعمل لمصلحة جمعية إنسانية تساعد المحتاجين إما بالمال أو بتأمين الوظائف، وأن للجمعية مراكز في جميع أنحاء العالم، وأن مركزها في لبنان في مدينة زحلة. لاحظ «توم» تفاعل محمد معه، فبدأ بطرح أسئلة شخصية عنه وعن عائلته، مثل اسمه وعمره وطائفته ومهنته والانتماء السياسي لسكان المنطقة التي يقيم فيها. وبالفعل، أفرغ الشاب كل ما في جعبته: عازب، عاطل عن العمل حالياً، عمل سابقاً ممرضاً في مستشفى الرسول الأعظم حيث يعمل والده حارساً، ويدين سكان المنطقة التي يُقيم فيها بالولاء لحزب الله وحركة أمل. جمع «توم» في المحادثة الأولى التي استمرت نحو ساعة أكبر قدر من المعلومات وأنهاها بوعد بمعاودة التواصل.

جريدة الأخبار
العدو يجنّد ممرّضاً سابقاً في «الرسول الأعظم»: رحلة عمالة تبدأ بـ Like
سياسة تقرير رضوان مرتضى الثلاثاء 3 أيلول 2024
0


منذ عملية «طوفان الأقصى»، في السابع من تشرين الأول الماضي، أوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية عدداً من المتعاملين مع العدو، من بينهم ممرّض زوّد مشغّليه الإسرائيليين بمعلومات أمنية وصورٍ وإحداثيات، قبل أن يتمكّن فرع المعلومات من توقيفه. قاضي التحقيق العسكري طلب للعميل عقوبة بالسجن بين 3 سنوات و15 سنة، وهي، كالعادة، عقوبة مخفّفة لمن يتعامل مع دولة عدو في زمن الحرب

لم يختلف أسلوب تجنيد الاستخبارات الإسرائيلية لمحمد ش. (مواليد 1995)، ابن بلدة الطيري الجنوبية، عن عمليات التجنيد التي ينشط فيها الموساد منذ سنوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كان محمد يتفاعل مع منشورات على «فايسبوك»، ويضع «لايكات» على إعلانات عن مطاعم وسيارات تَعِدُ بربح جوائز، عندما اصطاده المشغّل الإسرائيلي في ربيع 2023. وصلته رسالة بالعربية عبر تطبيق «ماسنجر» من شخص يُدعى «توم»، زعم أنه يعمل لمصلحة جمعية إنسانية تساعد المحتاجين إما بالمال أو بتأمين الوظائف، وأن للجمعية مراكز في جميع أنحاء العالم، وأن مركزها في لبنان في مدينة زحلة. لاحظ «توم» تفاعل محمد معه، فبدأ بطرح أسئلة شخصية عنه وعن عائلته، مثل اسمه وعمره وطائفته ومهنته والانتماء السياسي لسكان المنطقة التي يقيم فيها. وبالفعل، أفرغ الشاب كل ما في جعبته: عازب، عاطل عن العمل حالياً، عمل سابقاً ممرضاً في مستشفى الرسول الأعظم حيث يعمل والده حارساً، ويدين سكان المنطقة التي يُقيم فيها بالولاء لحزب الله وحركة أمل. جمع «توم» في المحادثة الأولى التي استمرت نحو ساعة أكبر قدر من المعلومات وأنهاها بوعد بمعاودة التواصل.


وبالفعل، بعد يومين، تواصل «توم» مع محمد كتابةً وسأل إن كان في إمكانه الاتصال به هاتفياً عبر الماسنجر. كانت لهجة «توم» في الاتصال لبنانية، ودار حديث عادي أكّد خلاله المتصل لمحمد بأن الجمعية ستساعده، وأن زميلاً له يُدعى «أمير» سيتواصل معه عبر واتساب من رقم أجنبي. وأكّد الموقوف للمحققين أن الأمر أثار شكوكه مستغرباً اهتمام الجمعية بالتواصل معه بهذه الحماسة، لكنه قرّر مواصلة التواصل لمعرفة إلى أين تصل الأمور. مرّت خمسة أيام، قبل أن ترده عبر «واتساب» رسالة من «أمير» قال فيها إنه مكلّف من الجمعية بالمتابعة معه لمعرفة كيف يمكن مساعدته. بعدها تواصل «أمير» معه هاتفياً وتحدّث بخليط من الفُصحى والعامية القريبة من اللهجة الفلسطينية، وأبلغه بأنّه سيحوّل إليه مبلغاً مالياً لمساعدته.



الاراء الموجودة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وادارته، بل عن وجهة نظر الكاتب او المصدر المستقاة منه.